.•»|[•.جيل الشباب من اثمن الثروات . •]|«•.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :


اعتمد الرسول صلىالله عليه وسلم في بداية الدعوة على جيل الشباب
فهم ثروة من الثروات المهمه لكل بداية دعوة فمابالك بالدعوة الاسلاميه

واعتبارهم طاقات بشريه يجب الاستعانه بهم وبهمتهم ... ان موقف الاسلام من جيل اشباب
تتجلي واضح في اعتماد الرسول صلىالله عليه و سلم ايصال الدعوة لهم .. وجلبهم
للاسلام واستغلال طاقتهم لكي يقوى الدين لاسلامي بهم ... وخير مثال لتلك المرحلة


سعد بن مالك والذي لم يتجاوز من العمر السابعة عشر أحد الدعاة في تلك المرحلة العصيبة.

منح الرسول صلىالله عليه وسلم الشباب الذين توفرت فيهم شروط الايمان والقوة والعقل والذكاء والاخلاق مواقع جدا حساسه في جهادهم ضد الكفار والمشركين


فمصعب بن عمير هو أول مبلغ للإسلام بعثه النبي صلى الله عليه واله إلى المدينة المنورة بالرغم من أن مصعب كان في ريعان شبابه فقد عينه الرسول صلىالله عليه و سلم
قائداً لمكة المكرمة بعد الفتح الإسلامي, علماً أنه لم يتجاوز من العمر حينها الواحد والعشرين عاماً.

أما أسامة بن زيد فقد عينه الرسول صلىالله عليه وسلم قائداً لجيش المسلمين في حربهم ضد الروم, وكان عمره آنذاك 18عاماً, وكان النبي في حالة الاحتضار, وقد قال النبي صلى الله عليه واله: "لعن الله من تخلف عن جيش أسامة" ما يدلنا على الأهمية التي كان يوليها النبي صلى الله عليه واله للشباب, حيث ان بعض الصحابة الكبار في السن تخلفوا عن هذا الجيش ما استدعى هذا الرد الحاسم من النبي صلى الله عليه وسلم.

ان قدرة هولاء الشباب على تحمل جميع انواع المشقات .. وتحمل الهوائل من اجل
الدعوة هي من اهلتهم لكي يستملون هذه المناصب الحساسه .. وايضا
ثقة الرسول صلىالله عليه وسلم في قدرتهم .. فالشباب هم عماد الامه الاسلاميه


كانت لديهم طاقات خلابه .. وقد اجاد الرسول صلىالله عليه وسلم في توضيفها
التوضيف الجيد والمفيد والحرص على عدم ذهابها هدراً من اجل انتصار الاسلام
ولكي يكون اركان النصرة الاسلاميه من هممم الشباب ...

فالشباب هم عماد الامه .. وعلى اكتافههم تقوم الاممم وتقوم الشعوب
وينهض بهم النائم من سبات طويل

حين اراد الصليبون غزو المسلمين كانوا يرسلون الجواسيس لكي يستقصوا
امر الامه .. حين كان ياتي الجاسوس لهم ويخبرهم ان مازال شبابهم يتدربون على السلاح
ومازال كل شاب يقول انا والاسلام ...

ولكن حين اتى الجاسوس وقال ان الشباب استبدل السلاح بالوردة ...
كان يقول انا والاسلام .. والان يغني الشعر من اجل محبوبته ونسى الاسلام

هنا قال الغزاة الان نغزو بلاد الاسلام ... فليس لديهم من يدافع عنهم

(( خير أمتي أولها وآخرها ))(



وفي المثال الذي ضربه لنا سيد البشرية عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال: (( مثَل أمتي مثل المطر، لا يُدرى أوله خير أم آخره ))(



نحن نتمي الي الاسلام .. ويجب علينا ان نجد القدوة الحسنى في كل امورنا
وخير تلك القدوة هو الرسول صلىالله عليه وسلم ....
يجب علينا الاقتداء به بهذا الامر بالذات بان نهتم بهذه الفئة المحاربه من اعداء الاسلام
الذين يجهدون على البحث عما يجذب الشباب المسلم لكي يبعدوه عن الدين
ولكي يسهل لهم تشويه الاسلام واضعافه ...

فلم تسقط الدويلات الاسلاميه في الاندلس والشمال الافريقي .. ويسرق ثروات
الامه الاسلاميه .. الا حين تحول هدف الشباب من القيام لصلاة الفجر
الي الخمول عنها ... وترك امور الاسلام والبحث عن توافه الامور



ومن هنا نحن الشباب علينا أن نفجر هذه الطاقات بالعمل الخالص لوجه الله عز وجل وعلينا ان نسير على الطريق الذي رسمه لنا النبي محمد صلى الله عليه واله وعلى طريق هؤلاء الشباب الذين بذلوا كل غالي ورخيص من اجل حب محمد صلىالله عليه وسلم وخدمة الامه الاسلاميه والاسلام

وان لانستهين بصغائر الامور وما قدمنا من امثال من عصر الرسول صلىالله عليه وسلم
ومن بداية الاسلام في مكه والمدينه ... الا لكي نعلم الشباب انهم هم الطاقه وهم القدرة
وهم الانتماء الصحيح للنصر ......

فيجب على الشباب المسلم وايضا يجب على القائد في الامه ان يعي هذه القدرات
لدى الشباب وان يوضفونها احسن توضيف ...



.•»|[•.. من هو الشاب المسلم.. •]|«•.



هو الذي يسمو بنفسه إلى أن يكون مسلماً حقاً, فيقرأ القرآن المجيد بروية, ويجيل فكره في آياته الزاهرة, حتى يتملأ حكمه البالغة, ومواعظه الرائعة, قال -تعالى-: ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ).


هو الذي يومن بالله من الشرك ... ويدرس سيرة الرسول صلىالله عليه وسلم

ويقتدي به صلىالله عليه وسلم .. ويتأخذ من السلف الصالح خير قدوة

هو من يراعي حق الله في نفسه قبل الاخرين .. ويتبع الاوامر والنواهي

ويذود عن امة الاسلام بكل ماله من قوة وعطاء


فبعد هذا الا تعي ايها الشاب المسلم انك عماد هذه الامه ... وانك خير ما اقيم الاسلام به



.•»|[•.. اغفال دور الرجال والكهول.. •]|«•.


لايعني ان نهتم بالشباب ودورهم ان نغفل عن تلك الفئة التي لديها مايعتمد عليه الشباب
ان كان للشباب الهمه والنشاط والقوة فالدى الكهول و الرجال الاكبر سنا
الحكمه والموعضه والتروي في ادارة الامور .. فنحن لانريد ان نكون دولة شيوعيه
نعمد الي قتل من هم اكبر سنا ً ... ان كان احدى اعمدة الاسلام الشباب
لانسى ان اقواها هي دور الرجال والاكبر سنا ...

ليس منا من لم يوقر كبيره ويرحم صغيره...


في الحقيقة ان الشباب هو سن الهمم المتوثبة والدماء الفاترة, والآمال العريضة... سن العطاء والبذل والفداء..سن التلقي والتأثر والانفعال..
من هنا كان سن الشباب في منطق الاسلام ذا مسؤولية وقيمة خاصة لطالما حرص رسول الاسلام على اشعار الشباب بها منها قوله (صلىالله عليه وسلم)
(اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك,وصحتك قبل سقمك ,وغناك قبل فقرك, وحياتك قبل موتك, وفراغك قبل شغلك).


(وتلك الايام نداولها بين الناس) وصدق رسول الله (صلىالله عليه وسلم) حيث يقول (ان لكل عامل شرة, ولكل شرة فترة, فمن كانت فدرته الى سنتي فقد اهتدى, ومن كانت فترته الى غير ذلك فقد هلك).

من هنا كان الحرص على الاستفادة من سن الشباب ومن الشباب في تحقيق المهمات الصعبة وتذليل العقبات الكؤود ومواجهة التحديات التي يفرضها منطق التغيير الحضاري...