[center]
التثاؤب من جملة الصفات و العادات المذمومة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( ان الله يحب العطاس , ويكره التثاؤب ....)رواه البخاري
قال القرطبي : ( ان لم يكظم تثاؤبه ضحك الشيطان منه ودخل في فمه وقيل : انه يتقيأ في فمه ) .
فعن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اذا تثاؤب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع فان الشيطان يدخل ) رواه مسلم
قال ابن العربي : ( تشتد كراهة التثاؤب في كل حال و خص الصلاة لأنها أولى الأحوال ).
أسباب التثاؤب :
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ....... و أما التثاؤب فأنما هو من الشيطان ) رواه البخارى
قال فضل الجيلاني : ( ولا يكون التثاؤب الا من ثقل البدن وامتلائه و استرخائه وهو لا يمتلىء الا اذا اتبع شهوته و توسع في المأكل ولا يتبع الشهوات الا من تبع الشيطان في كل ما يأمر به )
أسباب كراهة التثاؤب :
هناك العديد من الأسباب الشرعية التي جعلتنا نحكم على التثاؤب بالكراهة منها :
1- انها صفة مذمومة أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم ( ان الله يحب العطاس , ويكره التثاؤب .... ) رواه البخاري
2- انها من الشيطان وما كان من الشيطان فهو مذموم . قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( التثاؤب من الشيطان ... ) رواه مسلم
3- ان الشيطان يضحك على الانسان أثناء التثاؤب .
عن ابي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فاذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فان أحدكم اذا تثاءب ضحك منه الشيطان ) رواه البخاري
قال ابن بطال : ان الشيطان يحب أن يرى التثاؤب الانسان لأنها حالة المثله و تغيير لصورته , فيضحك من جوفه ....)
4- دليل على الكسل و علامة من علامات الفتور الذى يفرح الشيطان به لنه يعلم ان العبد اذا تثاءب فانه يكسل عن العبادات و الطاعات .
صيغ الحمد :
1- ان يقول ( الحمد لله) : قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( اذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله .... ) رواه البخاري
2- ان يقول الحمد لله على كل حال . قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( اذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله على كل حال ...) رواه الترمذي وصححه الألباني
قال النووي : ( اتفق العلماء على أنه يستحب للعاطس ان يقول عقب عطاسه الحمد الله , فلو قال : الحمد الله رب العالمين كان احسن , ولو قال : الحمد الله رب العالمين كان أحسن , و لو قال : الحمد الله على كل حال كان أفضل )
قال ابن جرير : ( هو مخير بين هذا كله ).
الحكمة من حمد الله سبحانه وتعالى :
قال ابن قيم : ( و لما كان العاطس قد حصلت له بالعطاس نعمة و منفعة بخروج البخرة المحتقنة في دماغه التي لو بقيت فيه أحدثت له أدواء عسرة , شرع له حمد الله على هذه النعمة مع بقاء أعضائه على التئامها و هيئتها بعد هذه الزلزلة التي هي للبدن كزلزلة الأرض لها ) .زاد المعاد
قال الدكتور عبد الرزاق الكيلاني : ان العطاس هو عكس التثاؤب فهو زفير قوي يخرج معه الهواء من الرئتين عن طريقي الأنف والفم فيجرف معه ما في طريقه من الغبار و الهباء و الهوام و الجراثيم التي تسربت سابقا الى الجهاز التنفس و لذلك كان من الطبيعي أن يكون العطاس من الرحمن لأن فيه فائدة للجسم ) .الحقائق في الاسلام
عدد تشميت العاطس :
اعلم رحمك الله ان تشميت العاطس سنّة سنها النبي صلى الله عليه وسلم و لكنها ليست مطّردة بل لها حد معين فاذا تجاوزها العاطس فانه لا يشمت وهي اذا تجاوز الثلاث مرات فيتوقف عن تشميته ويبين أنه مزكوم .
عن أبي هريرة رضى الله عنه مرفوعا : ( اذا عطس أحدكم فليشمته جليسه فان زاد على ثلاث فهو مزكوم ولا تشميت بعد ثلاث ) رواه ابن السني وصححه الألباني .
وعنه أيضا رضى الله عنه قال ( شمته واحدة وثنتين وثلاثا فما كان بعد ذلك فهو زكام ) رواه البخاري
وعن سلمة بن الأكوع رضى الله عنه ( عطس رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شاهد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يرحمك الله ) ثم عطس الثانية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يرحمك الله ) الا انه قال له في الثالثة ( أنت مزكوم ) رواه الترمذي وصححه الألباني
فوائد العطاس الطبية :
قال ابن قيم : ( و العطاس ريح مختنقة تخرج و تفتح السدد من الكبد وهو دليل جيد للمريض , مؤذن بانفراج بعض علته , وفي بعض الامراض يستعمل ما يعطس العليل و يجعل نوعا من العلاج ومعينا عليه ) , مفتاح دار السعادة
ما يفعل حال التثاؤب :
قال الشيخ ابن عثيمين : قال العلماء : اذا أردت أن تكظمه فعض على شفتك السفلى , وليس عضا شديدا فتنقطع ولكن لأجل أن تضمهما حتى لا تنفتح فالمهم أن تكظم سواء بهذه الطريقة أو غيرها فان عجزت عن الكظم فتضع يدك على فمك )
و اتمنى الاستفادة للجميع